احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

فســـاد

دخلت تلك المرأة المكللة بآيات الحشمة والوقار الى ذاك المتجر البسيط في وسط البلدة .

 وقفت المرأة دون أن تــنطق بكلمة ، وعيناها تجوبان المكـــان وكـــأنها تبحث عن سلعةٍ لا يعرفها أحدٌ غيرها .
التــاجر يجلس خلف طاولته ، يراقب الى مــا ستستقر المرأة عليه ..
تقترب منه بثقة ، تحييه :
السلام عليكم .
البائع : وعليكم السلام .
ثم يتابع : كيف استطيع مساعدتك ؟؟
المرأة : أريد كذا وكذا ، وبدأت سرد ما تريد شرائه من حاجيات .
البائع يستمع الى طلباتها ، ويدونها - ليسهل عليه تحضيرها - 
يبدأ البائع تناول ما طلبت المرأة من حاجيات ، بالترتيب المدون على الورقة .
يذهب الى واجهة المتجر اليمنى ، ثم يعود الى اليسرى ، ثم الى اليمنى ، وهكذا .
ينظر للمرأة مبتسماً ، ملتمساً منها العذر لتأخره في جمع المشتريات من أطراف المتجر .
المرأة تهمس برأسها أن لا مشكلة .
يدخل الرجل من باب خشبي صغير لإحضار سلعة من " مستودع صغير " 
يعود الرجل فجأة لسؤال المرأة 
ولكن !!!
المرأة ترتبك وقد بدت على وجهها شرايين دماء الوجه توشك أن تنفجر .
وقف الرجل وصمت من الدهشة .
المرأة تحاول لملمة حقيبتها التي سقطت على الأرض بعد أن رآها البائع وهي تدس بعض السلع في تلك الحقيبة .
فكّر الرجل !!!
 أأطلب من المرأة إخراج السلع المنهوبة وأطردها ؟؟
أأتصل بالشرطة !!!
ولكن ستدحث ضجة كبرى على باب المتجر ربما ستيء للمتجر وسمعته الطيبة ؟؟
ماذا لو صرخت المرأة واتمهتني بالتهجم عليها داخل المتجر ، ورواية المرأة لا يكذبها أحد ؟؟؟
ماذا لو أخبرَتْ إخوتها وأقاربها ، فـ بتأكيد سيكذبونني ويصدقونها وأخسر متجري وسمعتي وووو الخ ..
فجأة اتجه البائع للمرأة حاملاً أكياساً تحتوي ما طلبت من حاجيات ، من غير أن ينبس بكلمة .
دفعت المرأة النقود ، وحملت الأكياس ، والسلع المنهوبة وخرجت تحت نظر البائع المكبّل المسكين .

مـــا اشبه المرأة بالفاسدين ، وما اشبه البائع بالمواطنين .
فأذا صرخنا فتلك مصيبة ، واذا صمتنا فالمصيبة أعظم .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق