تيوبلس
ليست مصادفة أن ارى حظي العاثر " ينتظرني " هذا الصباح متجلياً على شكل " عجلة سيارة " ، فعندمــا قررت الاستيقاظ مبكراً ، رأت تلك العجلة أن الوقت لا زال مبكراً ، " فنامت " .
وحتى تكتمل فصول حكاية " الحظ العاثر " ، فقي اليوم المـاضي استعار مني أحد الأشخاص جميع مستلزمات " إيقاظ " العجلة " النـائمة ، فانهارت قواي نتيجة فقدان " الجك " ، ولم أنطق بكلمة واحدة وأنا مسلوبٌ من " مفتاح الجنط " ، وقدمي لم تقوى الحركة في ظل عدم وجود " سبير " .
قررت أخيراً أن أتجه الى " محل البناشر " القريب ، معتمداً على القاعدة المعروفة " أن العجلة اذا كانت – تيوبلس – تستيقظ بمفردها .
عندمــا وصلت الى " صاحب البناشر " ، نزلت مسرعاً محاولاً رؤية تطبيق هذه القاعدة الشعبية .
لكن ..
لا زالت " العجلة " تغط في سباتها ، ومحاولة ايقاظها جاءت بنتائج عكسية كما قال " ابو فالح " ، - صاحب محل البناشر - .
نظر الرجل اليّ ملتمساً مني ايقاف السيارة على مقربة من " باب المحل " حتى يتمكن من "فك العجلة " ، .
اقترب الرجل صاحب البنطال " الجينز " - الملوّن بالسواد البادي من آثار " الكاشوك " - ، من السيارة نزل على مقربة من " العجلة " ، وضع – أداة النفخ – في أذن العجلة النائمة محاولاً ايقاظها ، ولكن سرعان ما بدأ " بفك " العجلة بعد أن سمع صوت "شخيرها " وهي تغط في سبات عميق " .
حملَ العجلة – النائمة – ووقف بجانبي
وقال : هذه بحاجة الى اصلاح .
قلت وبلهفة : " بتزبط " ؟؟.
قال : " قول ان شالله ".
ثم اردف : بس غلط تمشي عليها – الله يسامحك - .
نظرت اليه مبدياً تعجبي وسخطي على مطلق العبارة المعروفة " أن العجلة إن كانت – تيوبلس – تستيقظ بمفردها .
بعدها وضع العجلة في حوض ماء .
وقال : أها .. " هون المشكلة "
أخرج العجلة من حوض الماء واتجه اليّ
وقال : " العجلة تيوبلس ..؟؟؟ "
قلت : نعم .
أخرج مخرزاً ، ولاصقاً تحتويه علبة صغيرة ،وقطعة جلدية ، و " مشرطاً .
غرز المخرز داخل العجلة ، وأخرجها ، قطع ما تبقى من القطع الجلدية المعلّقة بالمخرز ، ثم وضع قليلاً من اللاصق .
وقال : الحمد لله " سليمة " .
قلت : خلص هيك
قال : نعم .
اتجه الى السيارة ، ووضع العجلة في مكانها مستيقظة ، مجبرة ، مبللة .
وقف الرجل أمامي منتصباً منتشياً بحسن صنعه وسرعته .
قلت : قديش بتأمرني .
قال : - الجملة المعهودة عند جميع الأردنيين - : خليها علينا .
قلت : - الجملة المعهودة عند جميع الأردنيين – : الله يسعدك .
قال : خلص ليرتين بكفي .
أعطيته النقود ، وتوجهت للسيارة مسرعاً .
اختلست النظر الى العجلة حتى أتأكد من انها مستيقظة ، لكن !!!!
معلم ، صحت قائلاً .
جاء الرجل مسرعاً وهو يصيح : شو فيه ، شو فيه ؟؟؟
قلت : أنظر .
الرجل اسند يديه الى خصره وبدت على وجهه ملامح الإنكسار .
وقال : انت متأكد انها تيوبلس .
قلت : هيك النية .
قال : والله شكلها تيوب يا معلم ، خلص بدك " عجلة جديدة " ، هذه خربانة .
عندها ابتسمت فرِحاً ، لأنني تأكدت أن المقولة المعروفة – صحيحة - .
وأن المخرز لا " يرقع عيباً " في " التيوب " .
كم أتمنى لو أن نوابنا الأعزاء يفهمون ، أن هناك فرق بين " اليتوب " و " التيوبلس " ، وكم أتمنى لو علموا أن " المخرز " لا يغرس دوماً ليفيد نتيجة إصلاح .
وكم أتمنى لو علموا أن " وظيفتهم " هي الإيقاظ ، وليست النوم .
وكم أتمنى لو علموا أن مشاكلنا " تيوب " ، وليست " تيوبلس " تستيقظ مع المشي والحركة .
اضافة تعليق