احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

تيوبلس

ليست مصادفة أن ارى حظي العاثر " ينتظرني " هذا الصباح متجلياً على شكل " عجلة سيارة " ، فعندمــا قررت الاستيقاظ مبكراً ، رأت تلك العجلة أن الوقت لا زال مبكراً ، " فنامت " .

وحتى تكتمل فصول حكاية " الحظ العاثر " ، فقي اليوم المـاضي استعار مني أحد الأشخاص جميع مستلزمات " إيقاظ " العجلة " النـائمة ، فانهارت قواي نتيجة فقدان " الجك " ، ولم أنطق بكلمة واحدة وأنا مسلوبٌ من " مفتاح الجنط " ، وقدمي لم تقوى الحركة في ظل عدم وجود " سبير " .

قررت أخيراً أن أتجه الى " محل البناشر " القريب ، معتمداً على القاعدة المعروفة " أن العجلة اذا كانت – تيوبلس – تستيقظ بمفردها .

عندمــا وصلت الى " صاحب البناشر " ، نزلت مسرعاً محاولاً رؤية تطبيق هذه القاعدة الشعبية .

لكن ..

لا زالت " العجلة " تغط في سباتها ، ومحاولة ايقاظها جاءت بنتائج عكسية كما قال " ابو فالح " ، - صاحب محل البناشر - .

نظر الرجل اليّ ملتمساً مني ايقاف السيارة على مقربة من " باب المحل " حتى يتمكن من "فك العجلة " ، .

اقترب الرجل صاحب البنطال " الجينز " - الملوّن بالسواد البادي من آثار " الكاشوك " - ، من السيارة نزل على مقربة من " العجلة " ، وضع – أداة النفخ – في أذن العجلة النائمة محاولاً ايقاظها ، ولكن سرعان ما بدأ " بفك " العجلة بعد أن سمع صوت "شخيرها " وهي تغط في سبات عميق " .

حملَ العجلة – النائمة – ووقف بجانبي

 وقال : هذه بحاجة الى اصلاح .

قلت وبلهفة : " بتزبط " ؟؟.

قال : " قول ان شالله ".

ثم اردف : بس غلط تمشي عليها – الله يسامحك - .

نظرت اليه مبدياً تعجبي وسخطي على مطلق العبارة المعروفة " أن العجلة إن كانت – تيوبلس – تستيقظ بمفردها .

بعدها وضع العجلة في حوض ماء .

وقال : أها .. " هون المشكلة "

أخرج العجلة من حوض الماء واتجه اليّ

وقال : " العجلة تيوبلس ..؟؟؟ "

قلت : نعم .

أخرج مخرزاً ،  ولاصقاً تحتويه علبة صغيرة ،وقطعة جلدية ، و " مشرطاً  .

غرز المخرز داخل العجلة ، وأخرجها ، قطع ما تبقى من القطع الجلدية المعلّقة بالمخرز ، ثم وضع قليلاً من اللاصق .

وقال : الحمد لله " سليمة " .

قلت : خلص هيك

قال : نعم .

اتجه الى السيارة ، ووضع العجلة في مكانها مستيقظة ، مجبرة ، مبللة .

وقف الرجل أمامي منتصباً منتشياً بحسن صنعه وسرعته .

قلت : قديش بتأمرني .

قال : - الجملة المعهودة عند جميع الأردنيين - : خليها علينا .

قلت : - الجملة المعهودة عند جميع الأردنيين – : الله يسعدك .

قال : خلص ليرتين بكفي .

أعطيته النقود ، وتوجهت للسيارة مسرعاً .

اختلست النظر الى العجلة حتى أتأكد من انها مستيقظة ، لكن !!!!

معلم ، صحت قائلاً .

جاء الرجل مسرعاً وهو يصيح : شو فيه ، شو فيه ؟؟؟

قلت : أنظر .

الرجل اسند يديه الى خصره وبدت على وجهه ملامح الإنكسار .

وقال : انت متأكد انها تيوبلس .

قلت : هيك النية .

قال : والله شكلها تيوب يا معلم ، خلص بدك " عجلة جديدة " ، هذه خربانة .

عندها ابتسمت فرِحاً ، لأنني تأكدت أن المقولة المعروفة – صحيحة - .

وأن المخرز لا " يرقع عيباً " في " التيوب " .

كم أتمنى لو أن نوابنا الأعزاء يفهمون ، أن هناك فرق بين " اليتوب " و " التيوبلس " ، وكم أتمنى لو علموا أن " المخرز " لا يغرس دوماً ليفيد نتيجة إصلاح .

وكم أتمنى لو علموا أن " وظيفتهم " هي الإيقاظ ، وليست النوم .

وكم أتمنى لو علموا أن مشاكلنا " تيوب " ، وليست " تيوبلس " تستيقظ مع المشي والحركة .

 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق