احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

جزاع

أقبل من بعيد ، متأبطاً دفاتره وكتبه ، تعانق "خيزرانته " الريح ، هبوطـاً وصعوداً ، شمـالاً ويميناً .

مع كل حركة لها : " تحرك يا ولد " ، ثم تهبط من علٍ : " ع صفك يا ولد " .
أصوات الأجراس تنذر ببدء حصة دراسية جديدة ، يعود من خلاله الصمت الى الساحات ، والغرف .
يدخل المعلــم ، موجهاً صوب الطاولة الفارغة الّا من غبار " الطباشير " ، يضع كتبه ودفاتره ، وقبل أن يلتفت الى طلابه ليأذن لهم بالجلوس ، يعمل على إظهار " كشرته " وحزمه وشدة بأســه ، ليلتفت اليهم قائلاً : " تفضلوا" ، فيجلس الطلبة دفعة واحدة .
تبدأ العيون تراقب حركات المعلم ، وهو يحاول تفقد " الكتاب والدفتر " أمام كل طالب ،وكل واحد منهم يحاول أن يظهر كتابه بيمينه .
تدور الأعناق والرؤوس ، لتتابع نظرات المعلم المتجهة الى الصف الخلفي ، والمقعد المرادف " للشباك " ، ثم تدور النظرات بدوران المعلم من بين المقاعد حتى يصل الى " جزاع " .
جزاع .. " وين كتابك ؟؟" المعلم قائلاً .
جزاع : نسيته يا أستاذ .
المعلم : قوم أوقف على حيلك .
جزاع يحاول أن يترنح قليلاً حتى لا يؤخذ عليه أنه شعر بالخوف من المعلم " أمام زملائه ، وخصوصاً " عيال حارته " .
المعلم : جزاع .. وين دفترك .
جزاع : نسيته .
المعلم ... يتأمل وجه " جزاع " مفتشاً عن عقاب ، وفجأة يصرخ :
"اوقف ع الحيط ، وإرفع إيدك ورجلك "
يستمع جزاع الى الأمر ، ويحاول أن يمشي رويداً حتى لا يأخذ عليه " عيال الحارة " أنه خائف ، وحتى يعطي وقتاً للمعلم علّه يعود في رأيه .
يصل الى الحائط ، " يعانقه يرفع قدمه ويده " ، تحت أنظار الزملاء والرفاق .
ثم يبدأ المعلم القاء الدرس ، ويتعامل مع " جزاع " شأنه شأن اي جماد داخل الغرفة الصفية ، ومضرباً للأمثال إذا اقتضت مجريات الدرس لذلك .
طوال الحصة ، يعتبر جزاع " موقوفاً " ، تقرع الأجراس من جديد ، ويعود " جزاع " الى مقعده .
لم " يرسب " جزاع ، لم يفصل من التعليم " جزاع " لم يحرم من حقه في الجلوس في الحصص البقاقية " جزاع " .
لكنه ... في حصة هذا المعلــم ، كــان " موقوفاً " .
أظن أن " جزاع " تتناوله الصحف يومياً ، فيومياً تطالعنا وسائل الإعلام ، أن معالي السيد " جزاع " موقوف لمدة " 14 " يوم .
عطوفة الفريق " جزاع " موقوف " 14 " يوماً ، وهو الآن يقوم برفع يده ورجله في سجن " سلحوب " سابقاً ، او " الجويدة " .
هل " رسب" ؟؟
هل فُصل ؟
هل حرم من حقه في الجلوس ، في الحصص الباقية ؟؟!!!!
ربما ... لا ... وعلى الأغلب ... لن !!!1

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق